تركستان الشرقية
تقع تركستان الشرقية في وسط آسيا، ويحدها من الشمال روسيا ومن الغرب تركستان الغربية التي تشمل اليوم أربع جمهوريات وهي كازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان وقرقيزيا. ويحدها من الجنوب الهند وباكستان والتبت ومن الشرق الصين ومن الشمال الشرقي دولة منغوليا.
وتبلغ مساحة تركستان الشرقية 1.83 مليون متر مربع وتعادل مساحتها ثلاثة أضعاف مساحة فرنسا.
وتحوي أراضي تركستان ثروات خيالية أهمها البترول الذي يوجد 8 مليارات طن كاحتياطي مضمون فيها إضافة إلى 118 نوع من المعادن منها الذهب والفحم والملح.
ويوجد في تركستان الشرقية أراضي خصبة تقع على طول نهر تاريم الذي يبلغ طوله 1600 كيلو متر، كما يوجد فيها صحراء شاسعة أجرت الصين فيها 48 تجربة نووية.
وصل الإسلام إلى تركستان الشرقية في القرن الهجري الأول على يد القائد قتيبة بن مسلم الباهلي ما بين العامين 88 وَ 96 للهجرة.
في العام الهجري 323 الموافق للعام الميلادي 943م أسلم ستوق بغراخان حاكم الدولة القراخانية وأسلم معه أكثر من 200000 عائلة أي ما يقارب المليون نسمة.
وأما حفيده هارون بن موسى بغراخان الذي صار سلطاناً للدولة فضرب النقود باسمه في العام 332هـ الموافق 992م وحوَّل الكتابة باللغة الايجورية إلى الحروف العربية.
وفي العام 1043م استمالت الدولة الإسلامية القراخانية خمسين ألفاً إلى الإسلام وأعلنت الولاء للدولة العباسية في بغداد وأصبح أئمة المساجد يدعون للخليفة العباسي على المنابر في إشارة إلى الدخول في دار الإسلام والانضمام إلى دولة الخلافة لتكون ولاية شرعية ضمن ولايات الدولة الإسلامية الكبرى.
ومن السلاطين البارزين لهذه الدولة والذين قارعوا الكفار في المنطقة السلطان علاء الدين محمد الخوازمي الذي سجل أروع انتصاراته في موقعة تراز جنوب كازاخستان، وكانت تركستان الشرقية وتركستان الغربية في تلك الأثناء أراضي إسلامية واحدة غير مقسمة.
ومع ضعف الدولة العثمانية في القرن الثامن عشر الميلادي قامت الصين بغزو تركستان الشرقية وبالتحديد في العام 1759 ميلادي فتغلغل نفوذها في الأراضي التركستانية وتغلبت جزئياً على المقاومة وذلك بعد أكثر من مائة عام من اندلاع المواجهات.
واستطاعت الصين في العام 1864م أن توسع نفوذها تدريجياً في تركستان الشرقية إلى أن قاد الإمبراطور الصيني تسو تسونج الهجوم الشامل على تركستان الشرقية ما بين العامين 1880 وَ 1884 ونجح في الاستيلاء عليها واعتبرها المقاطعة التاسعة عشر للصين وسمّاها سينكيانج أي المستعمرة الجديدة.
واستمرت المواجهة بعد الاحتلال الصيني لتركستان الشرقية ونجحت في طرد الصينيين منها وفي إعلان الاستقلال بعد مقاومة شرسة استمرت ما بين 1933م – 1944م وأصبحت تركستان الشرقية دولة مستقلة تنتظر الاعتراف الدولي بها رسمياً.
إلا أن الصينيين تآمروا مع الروس بعد الحرب العالمية الثانية على تقاسم المنطقة فسيطر الشيوعيون الروس على أراضي تركستان الشرقية التي تشمل جمهوريات كازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان وقرقيزيا وسيطر الشيوعيون الصينيون على تركستان الشرقية وذلك في العام 1949م وعادت تركستان الشرقية إلى النفوذ الصيني تحت اسم سينكيانغ.
اتبعت الصين الشيوعية في تركستان الشرقية سياسة تخفيض أعداد السكان المسلمين وتشجيع هجرة الصينيين من قومية الهان الأكثر عدداً إليها، واستخدمت أساليب الإعدامات والاعتقالات ومحاربة الرموز الإسلامية وشتى أنواع التنكيل وذلك لمنع استمرار وجود الأكثرية للمسلمين في الإقليم.
وعلى سبيل المثال ففي العام 1940 كانت نسبة المسلمين في الإقليم 95% وبعد العام 1949م انخفضت هذه النسبة مباشرة إلى 90% ثم انخفضت في العام 1983م إلى 55% وانخفضت في هذه الأيام النسبة إلى أقل من 40% بما يعادل 16 مليون نسمة بينما يبلغ عدد الصينيين هناك حوالي 24 مليون نسمة.
إن سكان تركستان الشرقية الذين تم تشتيتهم وإذلالهم وجعلهم غرباء في ديارهم يستغيثون ويستنصرون المسلمين منذ أكثر من مائتي عام ولا يجدون من ينجدهم ويغيثهم ويدافع عنهم والله سبحانه وتعالى يفرض على الأمة الإسلامية نصرتهم. قال تعالى: )وَإِنِاسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ( لذلك كان واجباً على المسلمين في كل مكان أن يبذلوا النفس والنفيس من أجل تحريرهم وأن يهبوا هبة رجل واحد ليخلصوهم من نير الاحتلال الصيني الشيوعي الكافر الذي استباح بلادهم وأهدر كرامتهم ودنس مقدساتهم وسرق ثرواتهم.
إن حزب التحرير يتبنى حل مشكلة تركستان الشرقية بإعلان المسلمين الجهاد ضد الصين لتحرير تركستان كاملة من براثن الاحتلال الصيني وتوحيدها مع جناحها الغربي في دولة الإسلام ليطبق فيها أحكام الإسلام وتصبح جزءاً من دار الخلافة الإسلامية فتعاد للمستضعفين في تركستان كرامتهم المهدورة وهيبتهم المفقودة وتعود الحملات الجهادية ضد الكفار الصينيين من جديد وتحمل رايات الجهاد في آسيا مرة ثانية كما حملت منذ أيام قتيبة بن مسلم الذي فرض على الصين دفع الجزية وداس على ترابها وبرّ بقسمه وأنسى الصينيين وساوس شياطينهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق