الاثنين، 11 فبراير 2013

القوقاز





القوقاز


القوقاز أو القفقاس هي المنطقة الواقعة بين بحر قزوين (الخزر) شرقاً والبحر الأسود غرباً، وهي منطقة جبلية شاسعة وفاصلة بين روسيا من الشمال وبين تركيا وإيران من الجنوب وتقسم إلى قسمين:
1)  القوقاز الشمالي وتشمل الجمهوريات (المحافظات) التابعة لروسيا وهي الشيشان والداغستان والأنجوش ومناطق الشركس.
2)           القوقاز الجنوبي وتشمل الجمهوريات المستقلة وهي ثلاث جورجيا وأرمينيا وأذربيجان.
وأراضي القوقاز غنية جداً بالنفط والغاز الطبيعي خاصة في أذربيجان والمعادن كالحديد والمنغنيز والنحاس والرصاص والزنك والتنجستون.
بدأ الفتح الإسلامي لمناطق القوقاز مبكراً في عهد الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب t حيث فتح القائد سراقة بن عمرو أذربيجان في العام 22 هجري، وفي عهد عثمان بن عفان t فتحت جورجيا وأرمينيا.
استمرت مناطق القوقاز بالخضوع للدولة الإسلامية المتعاقبة حتى العام 1722م حيث غزا الروس القوقاز في زمن الإمبراطور بطرس الأكبر وذلك مع بداية ضعف دولة الخلافة العثمانية.
تصدى أهل القوقاز للغزو الروسي لأراضيهم فقام الإمام منصور بمحاربة الروس منذ 1780-1791م إلى أن وقع في الأسر سنة 1794م ومات في سجن سليسبرغ الروسي.
وحمل راية الجهاد ضد الروس بعد ذلك الإمامان غازي مولا محمد وحمزات ما بين العامين 1824 وَ 1832م ثم في العام 1839م تجمع شعوب شمال القوقاز لمحاربة الروس تحت قيادة الإمام شامل لمدة خمس وعشرين عاماً. وتمكن الروس من السيطرة الكاملة على شمال القوقاز في العام 1859م مع انتهاء ثورة الإمام شامل.
وبعد تركيز الروس لنفوذهم في القوقاز ثارت الشعوب الشركسية ضدهم ما بين العام 1862م والعام 1864م وبعد هذا العام بسط الروس سيطرتهم الكاملة على جميع مناطق القوقاز الشمالي.
وبعد نصف قرن من سيطرة الروس تلك قاد الشيخ شيتا استامليون ثورة الحركة القادرية ضد الدولة السوفياتية الشيوعية ما بين العام 1928م والعام 1935م.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وتحت ذريعة تعاون الشيشان مع النازيين الألمان قام الرئيس السوفياتي جوزيف ستالين في العام 1945م بتهجير مئات الآلاف من الشيشانيين إلى سيبيريا مات منهم 100 ألف خلال عامين.
وظل الشيشانيون يعانون ظروف التشرد والبرد والموت في سيبيريا حتى العام 1957م عندما تسلم الرئيس نيكيتا خرتشوف مقاليد السلطة في الاتحاد السوفياتي فأعادهم إلى بلادهم وكانوا قد فقدوا نصف عددهم في سيبيريا.
ومنذ العام 1957 وحتى العام 1991م هدأت الأمور في القوقاز واستتب لروسيا الشيوعية الأمن فيها إلى أن سقط الاتحاد السوفياتي في العام 1990م حيث سيطر جوهر دوداييف على جمهورية الشيشان وأعلن استقلالها عن روسيا واندلعت الحرب بين الطرفين ما بين العام 94-97 واستشهد دوداييف في هذه الحرب في 21/4/96 بغارة جوية روسية وسقطت العصمة غروزني في الحرب وتولى الرئاسة من بعده سليم خان بندرباييف وتمكن الشيشان وبعمليات قتالية بطولية من إعادة تحرير غروزني وطرد الروس منها وإجبارهم على توقيع اتفاقية هدنة في 31/8/96 تقضي بخروج الجيش الروسي من الشيشان وإجراء استفتاء على الاستقلال في 3/12/2001م.
وفي 28/1/97 فاز أصلان مسخادوف برئاسة الجمهورية الشيشانية ووقع على معاهدة سلام مع الرئيس الروسي بوريس يلتسين في 12/5/97 لا تنص صراحة على الاستقلال ولا تنص كذلك على بقاء الشيشان جزء من روسيا، وأصبحت جمهورية الشيشان بعد هذه الاتفاقية تتصرف كدولة مستقلة. وأصبحت دول العالم تتعامل معها على أنها مستقلة أو في طريقها للاستقلال، لكن في العام 1999م استغلت روسيا وقوع هجمات وتفجيرات قام بها المقاتلون الشيشان في روسيا وداغستان أسفرت عن مقتل أكثر من 250 روسياً فقامت بقيادة فلاديمير بوتين بنقض الاتفاقية السابقة واجتاحت القوات الروسية من جديد جمهورية الشيشان وأسقطت الدولة واحتلت العاصمة وعادت الأمور إلى ما كانت عليه قبل وصول جوهر دوداييف إلى الحكم ونُصب حكام عملاء لروسيا في غروزني وعادت الشيشان لتمثل إحدى المحافظات الروسية.
وفي السنوات العشر الأخيرة استمرت المناوشات بين قوات الاحتلال الروسية وبين بعض الثوار المقاومين للوجود الروسي ولكن بوتيرة أخف من ذي قبل.
امتازت أساليب الجيش الروسي في فرض سيطرته على القوقاز بالوحشية في التعامل مع السكان حيث استخدمت الإعدامات الجماعية وحرق القرى وتدمير المدن وتشتيت الأسر واغتصاب النساء وقتل المدنيين لأتفه الأسباب.
ونتيجة لهذه الأساليب الهمجية التي ينتهجها الروس في مناطق القوقاز تحولت المقاومة إلى العمل تحت الأرض، ولكن الروس وإن نجحوا في كسر شوكة المجاهدين القوقاز إلا أنهم لم ينجحوا في حمل الشعوب القوقازية على الرضوخ للاحتلال الروسي والدليل على ذلك أنه بينما كانت مطالب المجاهدين في السابق تركز فقط على نيل جمهورية الشيشان للاستقلال أصبحت مطالبهم اليوم تتعدى الشيشان لتشمل جميع الأراضي القوقازية الشمالية التي عبَّر عنها قائد المجاهدين القوقاز هذه الأيام دوكو عمروف والذي أصبح ينادي بإقامة إمارة القوقاز الإسلامية والتي تتكون من الشيشان وداغستان والانجوش وأوسيتا ومناطق الشركس وما جاورهم.
إن الحل الشرعي الذي يتبناه حزب التحرير لمشكلة القوقاز المزمنة مع الروس هو ما قرَّره الإسلام وهو وجوب تحرير جميع الأراضي القوقازية من نير الاحتلال الروسي وضمها إلى أرض الإسلام ودار الإسلام، فالروس ما هم في الواقع سوى غزاة كفار اقتطعوا هذه الأراضي الإسلامية في فترة ضعف تمر بها الأمة الإسلامية بسبب ضعف دولة الخلافة العثمانية أولاً منذ العام 1722 وبسبب زوالها بعد الحرب العالمية الأولى.
إن دولة الخلافة القادمة قريباً إن شاء الله ستعمل بكل ما أوتيت من قوة لاسترداد هذه الأراضي الإسلامية وانتزاعها من المحتل الروسي وضمها إلى جسم الدولة الإسلامية وتطبيق أحكام الإسلام فيها واعتبارها من أهم الثغور التي سيرابط فيها المجاهدون لمقارعة الروس الكفار في تلك المنطقة وللتحضير بعد ذلك لغزو مناطق قازان موطن الدولة التتارية المسلمة وفتحها وتحرير جميع الأراضي التي كانت خاضعة للدولة القازانية التتارية بما فيها مدينة موسكو وضمها لدار الإسلام من جديد.
أما مهادنة حكام المسلمين اليوم للروس النابعة عن جبن وعدم التزام بأحكام الإسلام فهذا أمر لن يستمر بعد قيام الدولة الإسلامية التي ستعامل الروس كأعداء وتعامل الدولة الروسية باعتبارها دولة محاربة فعلاً فلا تقام معها علاقات دبلوماسية ولا اقتصادية ولا غير ذلك.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق