أمريكا ما زالت تُمارس سياسة الهيمنة بالرغم من مُتغيّرات جائحة كورونا
الخبر:
أعلن تحالف أوبك بلس عن التوصل إلى اتفاق لأكبر خفض في إنتاج النفط بمقدار 9.7 ملايين برميل نفط يومياً، وعلّق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاتفاق بأنّه: "سينقذ مئات الآلاف من الوظائف في قطاع الطاقة داخل الولايات المتحدة"، وشكر كلاً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي محمد بن سلمان لسعيهما نحو إنجاز الاتفاق، وتحدّث معهما مباشرة عقب الاتفاق ضمن مكالمة تليفونية ثلاثية.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية: "إنّ صفقة خفض النفط جاءت بعد تدخل الرئيس ترامب الذي ضغط على السعودية من أجل تقديم تنازلات مع المكسيك التي كانت ترفض المقترحات السعودية لخفض الإنتاج".
التعليق:
من غير الوارد أنْ تُغيّر أمريكا طريقتها في فرض هيمنتها على العالم بعد تفشي جائحة كورونا، فأمريكا لم تأبه بالمُتغيرات الدولية، وهي ما زالت تمتلك مفاتيح القوة العالمية، فلا يهمها سوء أدائها في مواجهة كورونا، ولا نجاح الصين في إثبات قدراتها كدولة صاعدة، ولا استشعارها لحاجة العالم بضرورة العودة عن السياسات الأحادية القطبية، فكل هذه الاعتبارات لم تؤثر في تبديل سياساتها.
فهي لا تُفكّر إلا بمصالحها، ولا تحسب أي حساب لمصالح الآخرين، وإنّ قول ترامب تعقيباً على اتفاق دول أوبك بلس بأنّ هذا الاتفاق: "سينقذ مئات الآلاف من الوظائف في قطاع الطاقة داخل الولايات المتحدة" هو دليل على ذلك، كما أنّ الضغط الذي مارسته أمريكا على روسيا والسعودية قبل وأثناء الاتفاق للتوصل إلى تخفيض الإنتاج لهو دليل آخر على نهج الهيمنة الذي ما زالت أمريكا تنتهجه بالرغم من وجود حاجة ماسّة للتغيير لدى دول العالم.
وليس هذا النهج الأمريكي المتعجرف مقتصراً فقط على موضوع النفط والطاقة، فقد ظهر أيضاً في أفغانستان من خلال ضغطها الشديد على الحكومة الأفغانية وعلى طالبان لتنفيذ اتفاق الدوحة، وظهر كذلك في العراق من خلال مسألة فرض رجلها مصطفى الكاظمي لمنصب رئيس الوزراء، فقال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر بعد سويعات من تسمية الكاظمي للمنصب: "إنّ الكاظمي أثبت في وظائفه السابقة أنّه وطني وكفؤ"، فأمريكا أصبحت تُزكي رجالها علانيةً، وتطلق عليهم صفات الوطنية والكفاءة، ومعلوم أنّ الكاظمي هذا هو رئيس جهاز المخابرات العراقية الذي يُنسّق كل أعماله مع الأمريكيين، والذي جاء إلى العراق على ظهر الدبابات الأمريكية مع غيره من العملاء المخلصين لأمريكا.
وهكذا نجد أنّ أمريكا غير مُستعدة لتغيير نهجها في استخدام فرض هيمنتها على العالم، وهذه أدلة حديثة تؤكد على استمرار هذه السياسة بالرغم من وجود مُتغيّرات دولية، ويبدو أنّ هذا النهج لن يتوقف إلا ببروز قوة مبدئية جديدة تتصدّر السياسة الدولية، وتتناقض في مبدئها مع المبدأ الرأسمالي، ولا يُتوقع ظهور أية قوة دولية جديدة تُصارع القوة الأمريكية الاستعمارية غير قوة السياسة الإسلامية المبدئية فهي الأهل لهذا التغيير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق